سمات قائد الهدف النبيل

whats-the-difference-between-purpose-and-objectives-167508.jpg

سمات قائد الهدف النبيل

11 مايو 2024

إن الهدف كالنبات، يجب أن ترويه، وأن تعتني به، وأن ترعاه"بروس بون تيب، مؤسس جي أدفينتشرز"

في مجال الأعمال التجارية، كنا نحوم حول الحديث عن الهدف لعدة عقود دون أن نقترب منه، ثم تطور مفهوم الهدف، حيث اشتملت بعض المفاهيم السابقة للهدف على:

  •  السمعة - عندما كانت الشركات عبارة عن كيانات ذات طابع أكثر محلية، كان أصحاب الشركات يهتمون بسمعتهم.
  •  الحافز - عندما أدرك أصحاب الشركات أهمية الموظفين حاولوا تحسين النتائج عن طريق استخدام المال داخليا ومنح الموظفين إياه.
  •  الميزة التنافسية - عندما أصبح عالم الأعمال أكثر تعقيدا ، عرضت المؤسسات الأدوات التي تميزها داخليا والمنافع المقدمة إلى العملاء خارجيًا.

كما اعتاد الموظفون على استخدام كلمات كالتركيز على العملاء والتوجه أيضًا ، وندرك الآن أن تلك المفاهيم السابقة هي السلوكيات والنتائج التي تنجم عن الهدف النبيل. 

لكن الهدف لا يكون جيدا إلا بمقدار جودة القائد الذي يؤيده. وفي البيئة الحالية مترامية الأطراف ذات الإيقاع السريع والتكنولوجيا العالية، أصبحت القيادة هي كل شيء، وتمثل القيادة نقاط الاختلاف بين المؤسسات التي تحقق النجاح وتلك التي تلقى الفشل.

 والآن، أصبحت تدرك أن كونك قائدا يعنى أنك الركيزة الأساسية. وإذا كانت مؤسستك سترتقي عن المستوى المتوسط، فإنه يجب أن تكون أنت الشخص الذي يقودها إلى أعلى المراتب، وإليك ملخصًا لما تحتاج إليه ، لتكون قائداً ذا هدف نبيل:

 الوضوح التام بشأن هدف المبيعات النبيل

يجب أن يكون قادة الهدف النبيل واضحين تمامًا فيما يخص هدف المبيعات النبيل؛ فهو بنية شركتهم، ومحور إستراتيجيتهم. إنهم يعرفون بوضوح كيف يحدثون فارقًا في حياة عملائهم، ويكررون هذا الأمر مرارًا وتكراراً باستخدام قصص مؤثرة لإظهار تركيزهم على هدف المبيعات النبيل والتزامهم .به وبالنسبة إليهم، لا يتضمن تحقيق النجاح الهائل على الوصول إلى معدلات الأداء المطلوبة فقط، أو هزيمة المنافس، بل على تأثيرهم في العملاء. كذلك فإنهم يخلقون التمايز التنافسي؛ لأنهم يعرفون بالضبط كيف تحسن مؤسستهم حياة العملاء، وكيف يفعلون ذلك بطريقة مختلفة عن الآخرين، كما يحرصون على أن يكون جميع أفراد فرقهم على دراية بذلك أيضا. وبذلك، تكون مؤسستهم كلها ملتفة حول تحقيق هدف المبيعات النبيل. وعندما يتحدثون عن العمل، ينتابهم شعور بالفخر يملأ وجدانهم عندما يتحدثون عن عملائهم.

 استخدام مقاييس التأثير في العملاء

يفهم قادة الهدف النبيل أن المعدلات والأرقام التي وصلوا إليها اليوم هي نتاج تفاعلات بين الأفراد وتوجهات وسلوكيات حدثت قبل ذلك بعدة أشهر فهم يتجاوزون المقاييس المعيارية ويسألون باستمرار ما مدى تفوقنا في أداء العمل وفقًا لهدفنا ؟ " ، كما أنهم يبحثون عن وسائل مبتكرة لقياس التأثير في العملاء؛ حيث يقرأ هؤلاء القادة ما يكتبه العملاء على بطاقات التعليقات، ويبحثون بنشاط عن المستخدمين وغير المستخدمين ليحصلوا على تغذية راجعة محايدة، كما يستمعون إلى المحادثات الجانبية، ويقرأون استطلاعات الرأي الخاصة بمشاركة الموظفين. ويتصفحون أيضًا موقع جلاس دور Glass Door لقراءة التعليقات الصريحة غير المنقحة، كذلك فإنهم يديرون التوتر الخلاق بين الربح والعمليات والموظفين والترويج والمنتجات عن طريق الحفاظ على مكانة الهدف في صدارة العمل، وهم يبحثون عما هو وراء الأرقام، ليفهموا ما يحدث بالفعل في الصفوف الأمامية في بيئة العمل.

 حشد الفريق من أجل غاية اسمها العملاء

إن قادة الهدف النبيل عازمون على خلق ثقافة وقودها العملاء، فهم يعرفون من عملاؤهم، ومن ليسوا عملاءهم. ويلتقون بالعملاء والمستخدمين بانتظام؛ حيث يدعون العملاء إلى حضور اجتماعاتهم، ويضعون صور العملاء على الجدران، ويقيمون حفلات عندما يحققون نجاحًا كبيرًا ، كما أنهم يحكون قصصاً تدور حول التأثير الذي أحدثوه في العملاء في كل فرصة تسنح لهم ، ويجعلون محور المؤسسة كلها يدور حول مساعدة العملاء على النجاح.

الإيمان بمكانة العمل العظيمة

يدرك قادة الهدف النبيل أن جني المال وإحداث فارق ليسا متعارضين؛ فهم يعلمون أن منتجاتهم وخدماتهم تحدثان فرقًا في حياة العملاء، ولا يترددون في تقاضي أموال وفقاً لذلك، كذلك لا يلعب هؤلاء القادة في حروب الأسعار، ولا ينتقصون من حق مورديهم؛ فهم يضيفون القيمة إلى الجميع. ويهدف قادة الهدف النبيل إلى مساعدة الجميع على تحقيق النجاح المالي ويؤمنون بدفع المال مقابل الأداء، ويعلمون أن المال هو اداة لجعل حياة الناس أفضل. ويتسم هؤلاء القادة بالسخاء مع فرقهم ومجتمعهم.

 يعطون نفسهم فرصة لقول لا

لا يحاول قادة الهدف النبيل إرضاء الجميع، بل إنهم لا يخشون من قول لا . إنهم لا يدعون تكاليف الغرق في الماضي تحدد اتجاه المستقبل، بل هم مستعدون لترك سوق أو قاعدة عملاء ، إذا كانت غير متسقة مع هدفهم وهم كذلك على أتم استعداد لدخول تحديات كبرى، وقد تبدو مستحيلة في بعض الأحيان، إذا رأوا أنها ستحدث فارقًا بالنسبة إلى المساهمين، كما أنهم لا يستسلمون للثنائيات الزائفة، بل يسألون باستمرار، أين يمكننا تحقيق أفضل وأقصى منفعة؟ أين يمكننا أن نحقق أقصى تفوق بأكثر الأساليب جرأة؟

القدرة على عبور الأزمات

إن قادة الهدف النبيل يعيشون هدفهم النبيل في أفضل أيامهم وأسوئها على حد سواء؛ فهم لا يحيدون عن المسار بسهولة أمام الصعاب التي يمكن أن يواجهوها؛ فهم واقعيون ومتفائلون، ولا يخافون من مواجهة الحقائق واتخاذ قرارات صعبة ويعلم قادة الهدف النبيل أن الفشل مؤقت دائمًا ، ولا يبالغون في رد فعلهم، كما أنهم يستغلون ثبات الهدف ( والفكاهة) للتعافي من الانتكاسات والأخطاء، كما لا يخشون طلب المساعدة، ولا الاعتراف بالأخطاء والخسائر.

الاندماج الكامل

لا يخجل قادة الهدف النبيل من إظهار مشاعرهم؛ فهم يحبون وظائفهم ويحبون عملاءهم، ويحبون فرقهم. ولا يخافون من أن يعرف الناس هذا.

 فبالنسبة إليهم، العمل هو أمر شخصي، ومن ثم لا يخافون من إجراء محادثات صعبة، وهم يكترثون لدرجة أنهم مستعدون للتصدي للأمور الصعبة بشكل فوري؛ كما يقدمون تغذية راجعة مباشرة وقادة الهدف النبيل على دراية بما يدور تحت السطح في مؤسساتهم. وهؤلاء القادة ليسوا مثاليين، ولكن تعرف فرقهم أن شغفهم نابع من إيمانهم بغاية سامية. وعلاوة على ذلك، يعرف قادة الهدف النبيل، في السراء والضراء، أن عملهم له قيمة ، فهم يؤسسون مجموعة من المؤمنين الحقيقيين بالهدف النبيل؛ لأنهم جميعًا مندمجون في العمل بوجدانهم كاملًا.

وهذه لمحة عما يجعل قادة الهدف النبيل مختلفين:

شكل
كشفت مقالة أخيرة في مجلة فوربس أن %٦٥ من الموظفين يفضلون أن يكون لديهم رئيس غير رئيسهم الحالي بدلا من الحصول على علاوة وأتمنى أن تستخدم هذا الكتاب لتضمن ألا تصبح أنت وفريقك جزءا من نسبة الـ ٦٥% هذه. والمعلومات التي قرأتها إلى الآن ودليل التنفيذ  الذي سيعدك للنجاح، والبقية متروكة لك أنت.

هذه المقالة هي دعوة لقادة اليوم لكي يصبحوا من القادة الجديرين بأن يتبعهم الناس . تقول " ليزا إيرل ماكلويد " كنت قد حصلت على ترقيتي الأولى لمنصب مدير في بروكتر آند جامبل، واتصلت بوالدي لأخبره بالخبر السار فقال: "تهاني، لقد أصبحت ثاني أهم شخص في حياة موظفيك " ، فسألته: "ماذا تعني بهذا؟ " ، فأوضح لي قائلا: "إلى جانب زوجك، يعد رئيسك هو أكثر شخص لديه القدرة على أن يجعل حياتك إما رائعة أو بائسة". وفي ذلك الوقت، أرعبني تعليقه هذا ، فلقد كنت في الخامسة والعشرين من عمري، وكان نصف فريقي يبلغ من العمر ضعف عمري ، فكنت شديدة الخوف؛ لأنني كنت أعرف أن والدي كان محقا. فكر في رؤسائك وتأثيرهم فيك، إذا أصبحت رئيسًا، فسوف تكون شخصًا موجودًا باستمرار في حياة مرؤسيك، سواء أعجبك ذلك أم لم يعجبك ؛ فلديك القدرة إما على إضفاء السعادة أو البؤس عليهم.

 تقول  "مايا أنجيلو"  : لقد تعلمت أن الناس سينسون ما قلته، كما سينسون ما فعلته ، ولكنهم لن ينسوا أبدًا الشعور الذي جعلتهم يشعرون به . وربما تعلمت الأمر نفسه؛ فالأشخاص الذين تشتاق إليهم هم الأشخاص الذين يجعلونك تشعر بأهميتك.

فلديك القدرة على أن تجعل فريقك يشعر بأهميته. ولأنك القائد، فأنت الشخص الذي يخبر الناس بما إذا كانوا يؤدون وظيفة فحسب، أم أن عملهم له قيمة عظيمة. 

هذه المقالة هو ترجمة بتصرف من كتاب القيادة بأهداف نبيلة" كيف تنشئ مجموعة مؤمنة بأهدافك" لـ ليزا إيرل ماكوييد

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية ليصلك كل جديد

للحلول ... مسارات